الهلال يفاجئ العالم- "الساعة الإيطالية" تقصي مانشستر سيتي وتزيد العوائد

في مشهدٍ تاريخي، حطّ الهلال السعودي رحاله في ملعب "كامبينج وورلد ستاديوم" بمدينة أورلاندو الأمريكية، غير عابئٍ بالإمكانيات الهائلة التي تفصله عن نظيره الإنجليزي مانشستر سيتي، حيث تجسدت الروح القتالية في مواجهةٍ ندية بين 11 لاعبًا من كل جانب، ليظفر الهلال بانتصارٍ ثمين بفضل "أسلوب الساعة الإيطالية" المحكم، ويتأهل عن جدارة واستحقاق إلى الدور ربع النهائي من منافسات كأس العالم للأندية 2025، محققًا بذلك مكاسب مالية طائلة تقدر بـ 34.1 مليون دولار.
لقد فجّر الهلال مفاجأةً مدوية في كأس العالم للأندية، حين أطاح بالعملاق الإنجليزي مانشستر سيتي بنتيجة 4-3 بعد شوطين إضافيين، وذلك عقب انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي 2-2 في مباراةٍ ماراثونية حبست الأنفاس.
وبهذا الفوز المستحق، ضرب الفريق السعودي موعدًا مرتقبًا مع نادي فلوميننسي البرازيلي، الذي تغلب بدوره على إنتر ميلان الإيطالي بنتيجة 2-0، في الدور ربع النهائي الذي سيُقام يوم الجمعة المقبل على أرضية ملعب "كامبينج وورلد ستاديوم"، ويطمح الهلال إلى مواصلة مشواره الناجح ورفع قيمة عوائده إلى 55 مليون دولار في حال تحقيقه الفوز، حيث تبلغ قيمة مكافأة التأهل إلى الدور نصف النهائي 21 مليون دولار.
وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي واجهت الفريق، والتي تمثلت في غياب القائد المؤثر سالم الدوسري، والمدافع الصلب حسان تمبكتي، وقبلهما المهاجم الصربي الخطير ميتروفيتش، إلا أن المدرب الإيطالي القدير سيموني إنزاجي نجح ببراعة في رسم الخطة التكتيكية المثالية لهذه المواجهة المصيرية، والتي أثمرت عن تحقيق الفوز المنشود، على الرغم من أن الهلال لم يعتد على هذا الأسلوب في اللعب.
لقد اعتمد إنزاجي على أسلوب اللعب بـ "الساعة الإيطالية"، وهو تكتيك يعرف بـ "الكاتيناتشيو" (Catenaccio) الذي ذاع صيته في الكرة الإيطالية، ويقوم على الدفاع المتين والمنظم، مع التركيز بشكل كبير على تضييق المساحات أمام المرمى والاعتماد على الهجمات المرتدة الخاطفة.
أمام الحارس العملاق ياسين بونو، عمد المدرب الإيطالي إلى بناء جدارٍ دفاعي منيع، وذلك من خلال الدفع بروبن نيفيز ولودي كمدافعين بجوار كوليبالي، بالإضافة إلى متعب الحربي كظهير أيسر، وكانسيلو في مركز الظهير الأيمن، وأمامهم خط وسط قوي يتألف من محمد كنو وناصر الدوسري وسافيتش، الذين تناوبوا على تقديم الدعم والمساندة، فيما تكفل مالكوم وماركوس ليوناردو بشن الهجمات المرتدة السريعة، وهو ما أسفر عن تسجيل أربعة أهداف، كان أحدها من ركلة ركنية إثر هجمة مرتدة متقنة.
سجل أهداف الهلال كل من النجم البرازيلي ماركوس ليوناردو (46 و112) وزميله مالكوم (52) والمدافع السنغالي كاليدو كوليبالي (94)، بينما سجل لمانشستر سيتي كل من البرتغالي المخضرم برناردو سيلفا (9) والنرويجي الفتاك إرلينج هالاند (55) والبديل فيل فودن (104).
وبهذا الأسلوب التكتيكي المحكم، تمكن الهلال من تذليل الفوارق المالية والفنية الشاسعة بينه وبين خصمه الإنجليزي، حيث تبلغ القيمة السوقية للاعبي مانشستر سيتي 1.56 مليار دولار، وفقًا لبيانات موقع "ترانسفير ماركت" العالمي المتخصص، في مقابل 188 مليون دولار للهلال، وهو ما يعني أن الفارق بينهما يصل إلى 526.3%.
ولا تتوقف الفوارق المالية عند القيمة السوقية للاعبين فقط، بل تتعداها إلى الإيرادات والحقوق التجارية، حيث يتفوق النادي الإنجليزي، الذي يمتلك 43 شريكًا تجاريًا، بإيرادات بلغت نحو 902.7 مليون دولار للعام المنتهي في يونيو 2024، مقابل 293 مليون دولار لخصمه السعودي الذي يرتبط بـ 13 شريكًا تجاريًا.
كما تكشف البيانات عن وجود تباين كبير في رواتب اللاعبين، فقد وصلت رواتب لاعبي مانشستر سيتي خلال موسم 2024-2025 إلى نحو 224.7 مليون يورو (دون احتساب المكافآت)، بينما تبلغ رواتب لاعبي الهلال 176.9 مليون يورو، أي أن الفارق بينهما يبلغ حوالي 47.8 مليون يورو، وذلك وفقًا لتقديرات موقع “Capology”.
وعلى صعيد الأجهزة الفنية، يتفوق الهلال بوجود المدرب القدير سيموني إنزاجي، الذي يحتل المركز الثاني عالميًا من حيث الراتب السنوي الذي يبلغ 21.8 مليون يورو، متفوقًا بذلك على المدرب الإسباني الشهير بيب جوارديولا، الذي يحصل على 20.7 مليون يورو، بينما يتربع على عرش قائمة المدربين الأعلى أجرًا الأرجنتيني دييجو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، براتب سنوي يبلغ 25.9 مليون يورو، وذلك حسب تصنيف موقع "GiveMeSport".